قوله { وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السماء بالغمام } وصف سبحانه هاهنا بعض حوادث يوم القيامة ، والتشقق التفتح ، قرأ عاصم والأعمش ويحيى بن وثاب وحمزة والكسائي وأبو عمرو : { تشقق } بتخفيف الشين ، وأصله تتشقق ، وقرأ الباقون بتشديد الشين على الإدغام . واختار القراءة الأولى أبو عبيد ، واختار الثانية أبو حاتم ، ومعنى تشققها بالغمام : أنها تتشقق عن الغمام . قال أبو علي الفارسي : تشقق السماء ، وعليها غمام كما تقول : ركب الأمير بسلاحه : أي وعليه سلاحه ، وخرج بثيابه : أي وعليه ثيابه . ووجه ما قاله أن الباء وعن يتعاقبان كما تقول : رميت بالقوس . وعن القوس ، وروي أن السماء تتشقق عن سحاب رقيق أبيض ، وقيل إن السماء تشقق بالغمام الذي بينها وبين الناس . والمعنى : أنه يتشقق السحاب بتشقق السماء ، وقيل إنها تشقق لنزول الملائكة كما قال سبحانه بعد هذا : { وَنُزّلَ الملائكة تَنزِيلاً } وقيل إن «الباء » في { بالغمام } سببية : أي بسبب الغمام ، يعني بسبب طلوعه منها كأنه الذي تتشقق به السماء ، وقيل إن الباء متعلقة بمحذوف : أي ملتبسة بالغمام . قرأ ابن كثير : { وننزل الملائكة } مخففاً ، من الإنزال بنون بعدها نون ساكنة ، وزاي مخففة بكسرة مضارع أنزل ، والملائكة منصوبة على المفعولية . وقرأ الباقون من السبعة { ونُزِل } بضم النون ، وكسر الزاي المشدّدة ماضياً مبنياً للمفعول ، وقرأ ابن مسعود ، وأبو رجاء «نزل » بالتشديد ماضياً مبنياً للفاعل ، وفاعله الله سبحانه ، وقرأ أبيّ بن كعب . «أنزل الملائكة » وروي عنه أنه قرأ : «تنزلت الملائكة » ، وقد قرئ في الشواذ بغير هذه ، وتأكيد هذا الفعل بقوله : { تَنْزِيلاً } يدلّ على أن هذا التنزيل على نوع غريب ، ونمط عجيب . قال أهل العلم : إن هذا تنزيل رضا ورحمة لا تنزيل سخط وعذاب .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.