{ وَهُوَ الذي أَرْسَلَ الرياح بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ } قرئ { الريح } ، وقرىء : { بشراً } بالباء الموحدة وبالنون . وقد تقدم تفسير هذه الآية مستوفى في الأعراف { وَأَنزَلْنَا مِنَ السماء مَاء طَهُوراً } أي يتطهر به كما يقال : وضوء للماء الذي يتوضأ به . قال الأزهري : الطهور في اللغة الطاهر المطهر ، والطهور ما يتطهر به . قال ابن الأنباري : الطهور بفتح الطاء الاسم ، وكذلك الوضوء والوقود ، وبالضم المصدر ، هذا هو المعروف في اللغة ؛ وقد ذهب الجمهور إلى أن الطهور هو الطاهر المطهر ، ويؤيد ذلك كونه بناء مبالغة . وروي عن أبي حنيفة أنه قال : الطهور هو الطاهر ، واستدل لذلك بقوله تعالى : { وسقاهم رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً } [ الإنسان : 21 ] يعني : طاهراً ، ومنه قول الشاعر :
خليليّ هل في نظرة بعد توبة *** أداوي بها قلبي عليّ فجور
إلى رجح الأكفال غيد من الظبي *** عذاب الثنايا ريقهنّ طهور
فوصف الريق بأنه طهور ، وليس بمطهر ، ورجح القول الأوّل ثعلب ، وهو راجح لما تقدّم من حكاية الأزهري لذلك عن أهل اللغة . وأما وصف الشاعر للريق بأنه طهور ، فهو على طريق المبالغة ، وعلى كل حال ، فقد ورد الشرع بأن الماء طاهر في نفسه مطهر لغيره ، قال الله تعالى : { وَيُنَزّلُ عَلَيْكُم مّن السماء مَاء لّيُطَهّرَكُمْ بِهِ } [ الأنفال : 11 ] وقال النبي صلى الله عليه وسلم :«خلق الماء طهوراً » .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.