فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَأَوۡحَيۡنَآ إِلَىٰٓ أُمِّ مُوسَىٰٓ أَنۡ أَرۡضِعِيهِۖ فَإِذَا خِفۡتِ عَلَيۡهِ فَأَلۡقِيهِ فِي ٱلۡيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحۡزَنِيٓۖ إِنَّا رَآدُّوهُ إِلَيۡكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ ٱلۡمُرۡسَلِينَ} (7)

{ وَأَوْحَيْنَا إلى أُمّ موسى أَنْ أَرْضِعِيهِ } أي ألهمناها وقذفنا في قلبها ، وليس ذلك هو الوحي الذي يوحى إلى الرسل ، وقيل : كان ذلك رؤيا في منامها ، وقيل : كان ذلك بملك أرسله الله يعلمها بذلك .

وقد أجمع العلماء على أنها لم تكن نبية ، وإنما كان إرسال الملك إليها عند من قال به على نحو تكليم الملك للأقرع والأبرص والأعمى كما في الحديث الثابت في الصحيحين وغيرهما ، وقد سلمت على عمران بن حصين الملائكة كما في الحديث الثابت في الصحيح فلم يكن بذلك نبياً ، و{ أن } في { أَنْ أَرْضِعِيهِ } هي المفسرة ، لأن في الوحي معنى القول ، ويجوز أن تكون مصدرية : أي بأن أرضعيه ، وقرأ عمر بن عبد العزيز بكسر نون أن ، ووصل همزة أرضعيه فالكسر لالتقاء الساكنين ، وحذف همزة الوصل على غير القياس { فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ } من فرعون بأن يبلغ خبره إليه { فَأَلْقِيهِ فِي اليم } ، وهو بحر النيل ، وقد تقدّم بيان الكيفية التي ألقته في اليمّ عليها في سورة طه { وَلاَ تَخَافِي وَلاَ تَحْزَنِي } أي لا تخافي عليه الغرق أو الضيعة ، ولا تحزني لفراقه { إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ } عن قريب على وجه تكون به نجاته { وجاعلوه مِنَ المرسلين } الذين نرسلهم إلى العباد .

/13