فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَلَوۡ نَشَآءُ لَطَمَسۡنَا عَلَىٰٓ أَعۡيُنِهِمۡ فَٱسۡتَبَقُواْ ٱلصِّرَٰطَ فَأَنَّىٰ يُبۡصِرُونَ} (66)

{ وَلَوْ نَشَاء لَطَمَسْنَا على أَعْيُنِهِمْ } أي أذهبنا أعينهم ، وجعلناها بحيث لا يبدو لها شقّ ولا جفن . قال الكسائي : طمس يطمس ، ويطمس ، والمطموس ، والطميس عند أهل اللغة الذي ليس في عينيه شقّ كما في قوله : { وَلَوْ شَاء الله لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وأبصارهم } [ البقرة : 20 ] . ومفعول المشيئة محذوف : أي لو نشاء أن نطمس على أعينهم لطمسنا . قال السدّي والحسن : المعنى : لتركناهم عمياً يتردّدون لا يبصرون طريق الهدى ، واختار هذا ابن جرير { فاستبقوا الصراط } معطوف على { لطمسنا } أي : تبادروا إلى الطريق ليجوزوه ، ويمضوا فيه ، والصراط منصوب بنزع الخافض أي فاستبقوا إليه ، وقال عطاء ومقاتل وقتادة : المعنى لو نشاء لفقأنا أعينهم ، وأعميناهم عن غيهم ، وحوّلنا أبصارهم من الضلالة إلى الهدى ، فأبصروا رشدهم واهتدوا ، وتبادروا إلى طريق الآخرة ، ومعنى { فأنى يُبْصِرُونَ } أي كيف يبصرون الطريق ، ويحسنون سلوكه ، ولا أبصار لهم .

وقرأ عيسى بن عمر " فاستبقوا " على صيغة الأمر ، أي فيقال لهم : استبقوا وفي هذا تهديد لهم .

/خ70