قوله : { وَلِكُلٍ جَعَلْنَا موالي مِمَّا تَرَكَ الوالدان والأقربون } أي : جعلنا لكل إنسان ورثة موالي يلون ميراثه ، ف { لكل } مفعول ثان قدّم على الفعل لتأكيد الشمول ، وهذه الجملة مقررة لمضمون ما قبلها ، أي : ليتبع كل أحد ما قسم الله له من الميراث ، ولا يتمن ما فضل الله به غيره عليه .
وقد قيل : إن هذه الآية منسوخة بقوله بعدها : { والذين عاقدت أيمانكم } وقيل : العكس . كما روى ذلك ابن جرير . وذهب الجمهور إلى أن الناسخ لقوله { والذين عاقدت أيمانكم } قوله تعالى { وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض } [ الأنفال : 75 ] والموالى جمع مولى ، وهو : يطلق على المعتق ، والمعتق ، والناصر ، وابن العم ، والجار قيل : والمراد هنا : العصبة ، أي : ولكل جعلنا عصبة يرثون ما أبقت الفرائض . قوله : { والذين عاقدت أيمانكم } المراد بهم موالى الموالاة : كان الرجل من أهل الجاهلية يعاقد الرجل ، أي : يحالفه فيستحق من ميراثه نصيباً ، ثم ثبت في صدر الإسلام بهذه الآية ، ثم نسخ بقوله : { وَأُوْلُوا الأرحام بَعْضُهُمْ أولى بِبَعْضٍ } [ الأنفال : 75 ] وقراءة الجمهور : { عاقدت } وروي عن حمزة أنه قرأ : «عقدت » بتشديد القاف على التكثير ، أي : والذين عقدت لهم أيمانكم الحلف ، أو عقدت عهودهم أيمانكم ، والتقدير على قراءة الجمهور : والذين عاقدتهم أيمانكم ، فآتوهم نصيبهم ، أي : ما جعلتموه لهم بعقد الحلف .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.