{ والذين يَجْتَنِبُونَ كبائر الإثم والفواحش } الموصول في محل جرّ معطوف على الذين آمنوا ، أو بدلاً منه ، أو في محلّ نصب بإضمار : أعني والأوّل أولى ، والمعنى أن ما عند الله خير وأبقى للذين آمنوا وللذين يجتنبون .
والمراد بكبائر الإثم : الكبائر من الذنوب ، وقد قدّمنا تحقيقها في سورة النساء . قرأ الجمهور { كبائر } بالجمع . وقرأ حمزة والكسائي : ( كبير ) بالإفراد ، وهو يفيد مفاد الكبائر ، لأن الإضافة للجنس كاللام . والفواحش هي من الكبائر ، ولكنها مع وصف كونها فاحشة كأنها فوقها ، وذلك كالقتل والزنا ، ونحو ذلك . وقال مقاتل : الفواحش موجبات الحدود . وقال السدّي : هي الزنا { وَإِذَا مَا غَضِبُواْ هُمْ يَغْفِرُونَ } أي يتجاوزون عن الذنب الذي أغضبهم ، ويكظمون الغيظ ، ويحلمون على من ظلمهم ، وخصّ الغضب بالغفران ؛ لأن استيلاءه على طبع الإنسان ، وغلبته عليه شديدة ، فلا يغفر عند سورة الغضب إلاّ من شرح الله صدره ، وخصه بمزية الحلم ، ولهذا أثنى الله سبحانه عليهم بقوله في آل عمران { والكاظمين الغيظ } [ آل عمران : 134 ] قال ابن زيد : جعل الله المؤمنين صنفين : صنفاً يعفون عن ظالمهم ، فبدأ بذكرهم ، وصنفا ينتصرون من ظالمهم ، وهم الذين سيأتي ذكرهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.