{ وَجَزَاء سَيّئَةٍ سَيّئَةٌ مّثْلُهَا } فبيّن سبحانه أن العدل في الانتصار هو الاقتصار على المساواة ، وظاهر هذا العموم . وقال مقاتل ، والشافعي ، وأبو حنيفة ، وسفيان : إن هذا خاص بالمجروح ينتقم من الجارح بالقصاص دون غيره . وقال مجاهد والسدّي : هو جواب القبيح إذا قال : أخزاك الله يقول : أخزاك الله من غير أن يعتدي ، وتسمية الجزاء سيئة إما لكونها تسوء من وقعت عليه ، أو على طريق المشاكلة لتشابههما في الصورة . ثم لما بيّن سبحانه أن جزاء السيئة بمثلها حق جائز بين فضيلة العفو ، فقال : { فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى الله } أي : من عفا عمن ظلمه ، وأصلح بالعفو بينه ، وبين ظالمه أي أن الله سبحانه يأجره على ذلك ، وأبهم الأجر تعظيماً لشأنه ، وتنبيهاً على جلالته . قال مقاتل : فكان العفو من الأعمال الصالحة ، وقد بينا هذا في سورة آل عمران . ثم ذكر سبحانه خروج الظلمة عن محبته التي هي سبب الفوز والنجاة ، فقال : { إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الظالمين } أي المبتدئين بالظلم قال مقاتل : يعني : من يبدأ بالظلم ، وبه قال سعيد بن جبير . وقيل : لا يحبّ من يتعدّى في الاقتصاص ، ويجاوز الحدّ فيه ؛ لأن المجاوزة ظلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.