قوله : { إِنَّ الله فَالِقُ الحب والنوى } هذا شروع في تعداد عجائب صنعه تعالى ، وذكر ما يعجز آلهتهم عن أدنى شيء منه ، والفلق الشق : أي هو سبحانه فالق الحبّ فيخرج منه النبات ، وفالق النوى فيخرج منه الشجر . وقيل : معنى : { فَالِقُ الحب والنوى } الشق الذي فيهما من أصل الخلقة . وقيل معنى { فَالِقُ } خالق ، والنوى : جمع نواة يطلق على كل ما فيه عجم كالتمر والمشمش والخوخ .
قوله : { يُخْرِجُ الحي مِنَ الميت } هذه الجملة خبر بعد خبر ، فهي في محل رفع . وقيل : هي جملة مفسرة لما قبلها ، لأن معناها معناه ، والأول : أولى ، فإن معنى { يُخْرِجُ الحي مِنَ الميت } يخرج الحيوان من مثل النطفة والبيضة وهي ميتة . ومعنى : { وَمُخْرِجُ الميت مِنَ الحي } مخرج النطفة والبيضة وهي ميتة من الحيّ ، وجملة : { وَمُخْرِجُ الميت مِنَ الحي } معطوفة على { يُخْرِجُ الحي مِنَ الميت } عطف جملة اسمية على جملة فعلية ، ولا ضير في ذلك . وقيل : معطوفة على ( فالق ) على تقدير أن جملة { يُخْرِجُ الحي مِنَ الميت } مفسرة لما قبلها ، والأوّل أولى ، والإشارة { بذلكم } إلى صانع ذلك الصنع العجيب المذكور سابقاً و { الله } خبره . والمعنى : أن صانع هذا الصنع العجيب هو المستجمع لكل كمال ، والمفضل بكل إفضال ، والمستحق لكل حمد وإجلال { فأنّى تُؤْفَكُونَ } فكيف تصرفون عن الحق مع ما ترون من بديع صنعه وكمال قدرته .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.