الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{۞إِنَّ ٱللَّهَ فَالِقُ ٱلۡحَبِّ وَٱلنَّوَىٰۖ يُخۡرِجُ ٱلۡحَيَّ مِنَ ٱلۡمَيِّتِ وَمُخۡرِجُ ٱلۡمَيِّتِ مِنَ ٱلۡحَيِّۚ ذَٰلِكُمُ ٱللَّهُۖ فَأَنَّىٰ تُؤۡفَكُونَ} (95)

قوله سبحانه : { إِنَّ الله فَالِقُ الحب والنوى }[ الأنعام :95 ] .

هذا ابتداءُ تنبيهٍ على العبرة والنظَرِ ، ويتصلُ المعنى بما قبله ، لأن المقصد أنَّ اللَّه فالقُ الحبِّ والنوى لا هذه الأصنامُ ، قال قتادة وغيره : هذه إشارة إلى فعل اللَّه سبحانه في أنّ يشُقَّ جميع الحَبِّ عن جميع النباتِ الذي يكُونُ منه ، ويشُقُّ النوى عن جميع الأشجار الكائِنَة مِنه .

وقوله : { يُخْرِجُ الحي مِنَ الميت . . . } الآية ، قال ابن عباس وغيره : الإشارة إلى إخراج الإنسان الحيِّ من النطفة الميِّتة ، وإخراج النطفة الميِّتة من الإنسان الحيِّ ، وكذلك سائرُ الحيوان من الطَّير وغيره ، وهذا القول أرجح ما قيل هنا .

وقوله سبحانه : { ذلكم الله } ابتداء وخبَرٌ متضمِّن التنبيه ، { فأنى تُؤْفَكُونَ } ، أي : تُصْرَفُون وتُصَدُّون .