الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{۞إِنَّ ٱللَّهَ فَالِقُ ٱلۡحَبِّ وَٱلنَّوَىٰۖ يُخۡرِجُ ٱلۡحَيَّ مِنَ ٱلۡمَيِّتِ وَمُخۡرِجُ ٱلۡمَيِّتِ مِنَ ٱلۡحَيِّۚ ذَٰلِكُمُ ٱللَّهُۖ فَأَنَّىٰ تُؤۡفَكُونَ} (95)

قوله : { إن الله فالق الحب والنوى }/{[20934]} الآية [ 96 ] .

معنى الآية : أنها تنبيه لهؤلاء المشركين على قدرة الله ، وأن ما يعبدون لا يقدر على ذلك . ومعنى فَلْقِه الحبَّ والنوى : يريد به النبات ، فلق الحبة{[20935]} عن السنبلة ، والنوى عن النخلة{[20936]} .

وقال الضحاك : معنى { فالق الحب والنوى } خالقهما ، وروي ذلك عن ابن عباس{[20937]} .

وقيل : معنى ذلك أنه هو الذي جعل الشق{[20938]} في النواة وفي الحبة ، قال مجاهد : هما ( الشقان اللذان ){[20939]} فيهما{[20940]} .

واختيار{[20941]} الطبري أن يكون المعنى : فلقهما للنبات ، لأنه أتبع ذلك بقوله : { يخرج الحي من الميت } ، ( فخروج{[20942]} الحي من الميت ){[20943]} كخروج النبات عن الحب والنوى ، قال : ولا يعرف في اللغة ( فلق ) بمعنى خلق{[20944]} .

وقوله : { يخرج الحي من الميت ومخرج الميت من الحي } معناه : يخرج السنبل الحي من الحب الميت ، ويخرج ( الحب ){[20945]} الميت من السنبل الحي ، والشجر الحي من النوى الميت ، والنوى الميت من الشجر الحي . والعرب تسمي النبات والشجر ما دام لم يَيْبَس{[20946]} ( حيا ){[20947]} ، فإذا يبس{[20948]} وجف سمي ( ميتا ){[20949]} . فتقديره : يخرج النبات الأخضر الغض من الحبة اليابسة ، ويخرج اليابس من الأخضر الغض{[20950]} .

وقال ابن عباس في معنى ذلك : يخرج النطفة الميتة من الحي ، ويخرج الإنسان الحي من النطفة الميتة{[20951]} .

{ فأنى توفكون } أي : من أين تصرفون عن الحق{[20952]} ولا تتدبرون{[20953]} .


[20934]:جلها مطموس مع بعض الخرم.
[20935]:الظاهر من الخرم في (أ) أنها كما أثبت. د: الحب.
[20936]:انظر: تفسير الطبري 11/550، 551، ومعاني الزجاج 2/273.
[20937]:انظر: تفسير الطبري 11/551.
[20938]:د: الشقق.
[20939]:ب: الشق أن الدين.
[20940]:انظر: تفسيره 326، وتفسيره الطبري 11/551، 552.
[20941]:ب د: اختار.
[20942]:مخرومة في أ. ب: بخروج. ولعل الصواب ما أثبته.
[20943]:ساقطة من د.
[20944]:انظر: تفسيره 11/552.
[20945]:ساقطة من د.
[20946]:د: يبس.
[20947]:د: حبا.
[20948]:د: دايبس.
[20949]:ب: ميت. وانظر: تفسير الطبري 11/553.
[20950]:انظر: تفسير الطبري 11/553، 554، ومعاني الزجاج 2/273.
[20951]:في هامش (د) تعليق: (وقد سمعت أن في هذه المسألة اثنا عشر قولا، ولم نجده هنا). وانظر: تفسير الطبري 11/553، 554، وإعراب النحاس 1/556.
[20952]:انظر: معاني الزجاج 2/273، وإعراب النحاس 1/556.
[20953]:ب د: يتدبرون. وانظر: تفسير الطبري 11/55.