النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{۞إِنَّ ٱللَّهَ فَالِقُ ٱلۡحَبِّ وَٱلنَّوَىٰۖ يُخۡرِجُ ٱلۡحَيَّ مِنَ ٱلۡمَيِّتِ وَمُخۡرِجُ ٱلۡمَيِّتِ مِنَ ٱلۡحَيِّۚ ذَٰلِكُمُ ٱللَّهُۖ فَأَنَّىٰ تُؤۡفَكُونَ} (95)

قوله عز وجل : { . . . فَالِقُ الحَبِّ وَالنّوَى } فيه ثلاثة أقاويل :

أحدها : يعني فالق الحبة عن السنبلة والنواة عن النخلة ، قاله الحسن . وقتادة ، والسدي ، وابن زيد .

والثاني : أن الفلق الشق الذي فيهما{[923]} ، قاله مجاهد .

والثالث : أنه يعني خالق الحب والنوى ، قاله ابن عباس .

وذكر بعض أصحاب الغوامض قولاً رابعاً : أنه مُظْهِرُ ما في حبة القلب{[924]} من الإخلاص ، والرياء .

{ يُخْرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ وَمُخرِجُ المَيِّتِ مِنَ الَحيِّ } فيه ثلاثة تأويلات :

أحدها : يخرج السنبلة الحية من الحبة الميتة ، والنخلة الحية من النواة الميتة ، ويعني بإخراج الميت من الحي أن يخرج الحبة الميتة من السنبلة الحية ، والنواة الميتة من النخلة الحية ، قاله السدي .

والثاني : أن يخرج الإِنسان من النطفة ، والنطفة من الإِنسان ، قاله ابن عباس .

والثالث : يخرج المؤمن من الكافر ، والكافر من المؤمن ، قاله الحسن .

وقد ذكرنا فيه احتمالاً ، أنه يخرج الفَطِن الجَلد من البليد العاجز ، ويخرج البليد العاجز من الفَطِن الجَلد{[925]} .

{ ذَلِكُمُ اللَّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ } أي تصرفون عن الحق .


[923]:- فيهما: أي في الحبة والنواة.
[924]:سقط من ق.
[925]:- سقط من ق