قوله : { خُذِ العفو } لما عدّد الله ما عدده من أحوال المشركين وتسفيه رأيهم وضلال سعيهم ، أمر رسوله صلى الله عليه وسلم بأن يأخذ العفو من أخلاقهم . يقال أخذت حقي عفواً ، أي سهلاً . وهذا نوع من التيسير الذي كان يأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كما ثبت في الصحيح أنه كان يقول : { يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا } والمراد بالعفو هنا ضد الجهد . وقيل المراد : خذ العفو من صدقاتهم ، ولا تشدّد عليهم فيها وتأخذ ما يشق عليهم . وكان هذا قبل نزول فريضة الزكاة { وَأْمُرْ بالعرف } أي : بالمعروف . وقرأ عيسى بن عمر «بالعُرف » بضمتين ، وهما لغتان . والعرف والمعروف والعارفة : كل خصلة حسنة ترتضيها العقول ، وتطمئن إليها النفوس ، ومنه قول الشاعر :
من يفعل الخير لا يعدم جوازيه *** لا يذهب العرف بين الله والناس
{ وَأَعْرِض عَنِ الجاهلين } أي : إذا أقمت الحجة في أمرهم بالمعروف فلم يفعلوا ، فأعرض عنهم ولا تمارهم ، ولا تسافههم مكافأة لما يصدر منهم من المراء والسفاهة . قيل : وهذه الآية هي من جملة ما نسخ بآية السيف ، قاله عبد الرحمن بن زيد وعطاء . وقيل هي محكمة ، قاله مجاهد وقتادة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.