ثم ذكر أن من قبائح المنافقين إقدامهم على [ الأيمان ] الكاذبة ، فقال : { يَحْلِفُونَ بالله لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ } والخطاب للمؤمنين . وذلك أن المنافقين كانوا في خلواتهم يطعنون على المؤمنين ، وعلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فإذا بلغ ذلك إلى رسول الله وإلى المؤمنين جاء المنافقون فحلفوا على أنهم لم يقولوا ما بلغ عنهم قاصدين بهذه الأيمان الكاذبة : أن يرضوا رسول الله ومن معه من المؤمنين ، فنعى الله ذلك عليهم . وقال : { والله وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ } أي : هما أحق بذلك من إرضاء المؤمنين بالأيمان الكاذبة ، فإنهم لو اتقوا الله وآمنوا به وتركوا النفاق لكان ذلك أولى لهم ، وإفراد الضمير في يرضوه إما للتعظيم للجناب الإلهيّ بإفراده بالذكر ، [ أو ] لكون لا فرق بين إرضاء الله وإرضاء رسوله . فإرضاء الله إرضاء لرسوله ؛ أو المراد : الله أحق أن يرضوه ورسوله كذلك ، كما قال سيبويه ، ورجحه النحاس ، أو لأن الضمير موضوع موضع اسم الإشارة ؛ فإنه يشار به إلى الواحد والمتعدّد ، أو الضمير راجع إلى المذكور ، وهو يصدق عليهما . وقال الفراء : المعنى : ورسوله أحق أن يرضوه . والله افتتاح كلام ، كما تقول : ما شاء الله وشئت ، وهذه الجملة أعني : { والله وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ } في محل نصب على الحال ، وجواب { إِن كَانُواْ مُؤْمِنِينَ } محذوف : أي إن كانوا مؤمنين فليرضوا الله ورسوله .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.