تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{مَّنۡ خَشِيَ ٱلرَّحۡمَٰنَ بِٱلۡغَيۡبِ وَجَآءَ بِقَلۡبٖ مُّنِيبٍ} (33)

31

المفردات :

بالغيب : خاف عقاب ربه وهو غائب عن الأعين حين لا يراه أحد ، أو حال كونه غائب عن الناس .

منيب : مخلص مقبل على طاعة الله .

التفسير :

33- { من خشي الرحمان بالغيب وجاء بقلب منيب } .

هذا الجزء الموفور ، والنعيم المذكور لمن خاف مقام الله ، حال كونه لا يشاهده بعينيه ، أو حال كونه غائبا عن الناس ، خاليا منفردا لا يراه أحد ، لكنه يراقب الله .

وفي الحديث الصحيح : ( سبعة يظلهم الله تعالى في ظله يوم لا ظل إلا ظله . . . ) ومنهم :

( رجل ذكر الله تعالى خاليا ففاضت عيناه )13 .

{ وجاء بقلب منيب } .

أي : جاء إلى ربه يوم القيامة بقلب عاش مقبلا على طاعته ، طامعا في رحمته ، كثير الإنابة والتوبة والرجوع إلى الله ، ومناجاته في الأسحار ، وفي أعقاب الصلوات ، مع الخضوع لأوامره ، والبعد عن محارمه .

 
روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي - الآلوسي [إخفاء]  
{مَّنۡ خَشِيَ ٱلرَّحۡمَٰنَ بِٱلۡغَيۡبِ وَجَآءَ بِقَلۡبٖ مُّنِيبٍ} (33)

وقوله تعالى شأنه : { مَّنْ خشي الرحمن بالغيب وَجَاء بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ } بدل من { كل } [ ق : 32 ] المبدل من المتقين أو بدل ثان من { المتقين } [ ق : 31 ] بناء على جواز تعدد البدل والمبدل منه واحد . وقول أبي حيان : تكرر البدل والمبدل منه واحد لا يجوز في غير بدل البداء ، وسره أنه في نية الطرح فلا يبدل منه مرة أخرى غير مسلم ، وقد جوزه ابن الحاجب في أماليه ، ونقله الدماميني في أول شرحه للخزرجية وأطال فيه ، وكون المبدل منه في نية الطرح ليس على ظاهره ، أو بدل من موصوف { أَوَّابٌ } [ ق : 32 ] أي لكل شخص أواب بناء على جواز حذف المبدل منه ، وقد جوزه ابن هشام في «المغنى » لاسيما وقد قامت صفته مقامه حتى كأنه لم يحذف ولم يبدل من { أَوَّابٌ } نفسه لأن أواباً صفة لمحذوف كما سمعت فلو أبدل منه كان للبدل حكمه فيكون صفة مثله ، و { مِنْ } اسم موصول والأسماء الموصولة لا يقع منها صفة إلا الذي على الأصح ، وجوز بعض الوصف بمن أيضاً لكنه قول ضعيف أو مبتدأ خبره .