فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{مَّنۡ خَشِيَ ٱلرَّحۡمَٰنَ بِٱلۡغَيۡبِ وَجَآءَ بِقَلۡبٖ مُّنِيبٍ} (33)

{ من خشى الرحمن بالغيب } بدل أو بيان لكل أواب ، أو بدل بعد بدل من المتقين ، وفيه نظر ، لأنه لا يتكرر البدل والمبدل منه واحد ، ويجوز أن يكون مرفوعا على الاستئناف ، والخبر : ادخلوها ، بتقدير يقال لهم : ادخلوها والخشية انزعاج القلب عند ذكر الخطيئة ، والخشية بالغيب أن يخاف الله ، ولم يكن رآه ، وقال الضحاك والسدي : يعني في الخلوة حيث لا يراه أحد ، قال الحسن : إذا أرخى الستر وأغلق الأبواب { وجاء بقلب منيب } أي راجع إلى الله مخلص لطاعته ، وقيل : بسريرة مرضية ، وعقيدة صحيحة ، وقيل : المنيب المقبل على الطاعة ، وقيل السليم .