النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{مَّنۡ خَشِيَ ٱلرَّحۡمَٰنَ بِٱلۡغَيۡبِ وَجَآءَ بِقَلۡبٖ مُّنِيبٍ} (33)

قوله عز وجل : { مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالغَيْبِ } فيه وجهان :

أحدهما : أنه الذي يحفظ نفسه من الذنوب في السر كما يحفظها في الجهر .

الثاني : أنه التائب في السر من ذنوبه إذا ذكرها ، كما فعلها سراً .

ويحتمل ثالثاً : أنه الذي يستتر بطاعته لئلا يداخلها في الظاهر رياء . ووجدت فيه لبعض المتكلمين .

رابعاً : أنه الذي أطاع الله بالأدلة ولم يره .

{ وَجَآءَ بِقَلبٍ منِيبٍ } فيه ثلاثة أوجه :

أحدها : أنه المنيب المخلص ، قاله السدي .

الثاني : أنه المقبل على الله ، قاله سفيان .

الثالث : أنه التائب ، قاله قتادة .