جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري  
{مَّنۡ خَشِيَ ٱلرَّحۡمَٰنَ بِٱلۡغَيۡبِ وَجَآءَ بِقَلۡبٖ مُّنِيبٍ} (33)

وقوله : مَنْ خَشِيَ الرّحْمَنَ بالغَيْبِ يقول : من خاف الله في الدنيا من قبل أن يلقاه ، فأطاعه ، واتبع أمره .

وفي مَن في قوله : مَنْ خَشِيَ وجهان من الإعراب : الخفض على إتباعه كلّ في قوله : لِكُلّ أوّابٍ والرفع على الاستئناف ، وهو مراد به الجزاء من خشي الرحمن بالغيب ، قيل له ادخل الجنة فيكون حينئذ قوله : ادْخُلُوها بِسَلامٍ جوابا للجزاء أضمر قبله القول ، وجعل فعلاً للجميع ، لأن مَن قد تكون في مذهب الجميع .

وقوله : وَجاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ يقول : وجاء الله بقلب تائب من ذنوبه ، راجع مما يكرهه الله إلى ما يرضيه . كما :

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : وَجاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ : أي منيب إلى ربه مُقْبل .