6-{ وانطلق الملأ منهم أن امشوا واصبروا على آلهتكم إن هذا لشيء يراد } .
وانطلق أشراف قريش ، وقد يئسوا من استمالة محمد صلى الله عليه وسلم إلى دينهم ، بعد أن وسّطوا عمه أبا طالب ، فقال صلى الله عليه وسلم : " والله يا عم ، لو وضعوا الشمس في يميني ، والقمر في يساري ، على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله ، أو تنفرد منّي هذه السالفة " – أي : الرقبة – ، فلما شاهدوا تمسّكه بدينه يئسوا منه ، وقالوا لبعضهم : اصبروا على عبادة آلهتكم ، فمحمد يريد دعوته ولن يتركها ، فلا أمل في استمالته إلينا ، وقد سار على ذلك جمهور المفسرين ، وقيل : إن هذا الشيء من نوائب الدهر يراد بنا ، فلا حيلة إلا تجرع مرارة الصبر وقيل : إن هذا دينكم ، يُطلب لينتزع منكم ، ويطرح ويراد إبطاله . {[569]}
قوله : { وَانْطَلَقَ الْمَلأ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آَلِهَتِكُمْ } : { أنِ } مفسرة ، وتقديره أي امشوا .
المراد بالملأ ، أشراف القوم وسادتهم ؛ فقد ذهب هؤلاء مسرعين من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول بعضهم لبعض : امضوا على ما أنتم عليه من عبادة الأصنام واصبروا على دينكم وعبادة آلهتكم .
قوله : { إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ } أي هذا الذي جاء به محمد ، وما يدعونا إليه من عبادة إله واحد ، إنْ هو إلا شيء يريده منا محمد يبتغي به الظهور والاستعلاء علينا لنكون له تبعا ، فاحذروا طاعته وتصديقه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.