تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{سَخَّرَهَا عَلَيۡهِمۡ سَبۡعَ لَيَالٖ وَثَمَٰنِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومٗاۖ فَتَرَى ٱلۡقَوۡمَ فِيهَا صَرۡعَىٰ كَأَنَّهُمۡ أَعۡجَازُ نَخۡلٍ خَاوِيَةٖ} (7)

1

حسوما : متتابعة ، واحدها حاسم ، والحسم القطع والاستئصال .

صرعى : هلكى لا حراك بهم ، واحدهم صريع ، أي ميّت .

أعجاز نخل : أصول نخل قد تآكلت ، وخلت أجوافها .

سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية .

استمرت الريح العاتية المزمجرة العاصفة المدمرة ، سبع ليال وثمانية أيام متتابعات ، دون فتور أو انقطاع .

قال صلى الله عليه وسلم : ( نصرت بالصبا ، وأهلكت عاد بالدبور )iii ( رواه الشيخان ) .

لقد قطعت رقابهم ، وتركتهم هلكى لا فائدة فيهم .

حسوما . قاطعة كحد الحسام ، أو متتابعات ، أو نحسات ، كقوله تعالى : في أيام نحسات . . . ( فصلت : 16 ) .

قال ابن كثير : جعلت الريح تضرب بأحدهم الأرض ، فيخرّ ميتا على أمّ رأسه ، فينشدخ رأسه وتبقى جثته هامدة ، كأنها قائمة النخلة إذا خرّت بلا أغصان ، إنه لمنظر رهيب ، وصورة معبرة عن الدمار الشامل والهلاك الكامل .

فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية .

ترى قبيلة عاد هلكى ، مصروعين متناثرين ، كأنهم أعجاز نخل . بأصولها وجذوعها . خاوية . فارغة تآكلت أجوافها فارتمت ساقطة على الأرض هامدة .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{سَخَّرَهَا عَلَيۡهِمۡ سَبۡعَ لَيَالٖ وَثَمَٰنِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومٗاۖ فَتَرَى ٱلۡقَوۡمَ فِيهَا صَرۡعَىٰ كَأَنَّهُمۡ أَعۡجَازُ نَخۡلٍ خَاوِيَةٖ} (7)

{ سخرها عليهم } أرسلها عليهم . وقال مقاتل : سلطها عليهم ، { سبع ليال وثمانية أيام } قال وهب : هي الأيام التي تسميها العرب أيام العجوز ، ذات برد ورياح شديدة . قيل : سميت عجوزاً لأنها عجز الشتاء . وقيل : سميت بذلك لأن عجوزاً من قوم عاد دخلت سرباً فتبعتها الريح ، فقتلتها اليوم الثامن من نزول العذاب وانقطع العذاب ، { حسوماً } قال مجاهد وقتادة : متتابعة ليس لها فترة ، فعلى هذا هو من حسم الكي ، وهو أن يتابع على موضع الداء بالمكواة حتى يبرأ ، ثم قيل لكل شيء توبع : حاسم ، وجمعه حسوم ، مثل شاهد وشهود ، وقال الكلبي ومقاتل : حسوماً دائمة . وقال النضر بن شميل : حسمتهم قطعتهم وأهلكتهم ، والحسم : القطع والمنع ومنه حسم الداء . قال الزجاج : أن تحسمهم حسوماً تفنيهم وتذهبهم . وقال عطية : شؤماً كأنها حسمت الخير عن أهلها ، { فترى القوم فيها } أي في تلك الليالي والأيام ، { صرعى } هلكى جمع صريع ، { كأنهم أعجاز نخل خاوية } ساقطة ، وقيل : خالية الأجواف .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{سَخَّرَهَا عَلَيۡهِمۡ سَبۡعَ لَيَالٖ وَثَمَٰنِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومٗاۖ فَتَرَى ٱلۡقَوۡمَ فِيهَا صَرۡعَىٰ كَأَنَّهُمۡ أَعۡجَازُ نَخۡلٍ خَاوِيَةٖ} (7)

قوله : { سخّرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما } أرسل الريح الباردة العاصفة على هؤلاء المشركين الظالمين { سبع ليال وثمانية أيام حسوما } أي متتابعة لا تفتر ولا تنقطع . وقيل : حسوما نحسات مشائيم . وقيل : حسمت كل خير واستأصلت كل بركة { فترى القوم فيها صرعى } أي هلكى أو موتى . ومفرد صرعى ، صريع .

قوله : { كأنهم أعجاز نخل خاوية } يعني كأنهم وهم ميتون هلكى أشبه بأصول نخل قد خوت .