الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{سَخَّرَهَا عَلَيۡهِمۡ سَبۡعَ لَيَالٖ وَثَمَٰنِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومٗاۖ فَتَرَى ٱلۡقَوۡمَ فِيهَا صَرۡعَىٰ كَأَنَّهُمۡ أَعۡجَازُ نَخۡلٍ خَاوِيَةٖ} (7)

6

وأخرج ابن عساكر من طريق ابن شهاب عن قبيصة بن ذؤيب قال : ما يخرج من الريح شيء إلا عليها خزان يعلمون قدرها وعددها ووزنها وكيلها حتى كانت الريح التي أرسلت على عاد فاندفق منها شيء لا يعلمون وزنه ولا قدره ولا كيله غضباً لله ، ولذلك سميت عاتية ، والماء كذلك حين كان أمر نوح فلذلك سمي طاغياً .

وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس في قوله : { سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام } قال : كان أولها الجمعة .

وأخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والطبراني والحاكم وصححه عن ابن مسعود في قوله : { حسوماً } قال : متتابعات .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير من طرق عن ابن عباس في قوله : { حسوماً } قال : تبعاً ، وفي لفظ متتابعات .

وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله : { حسوماً } قال : دائمة شديدة يعني محسومة بالبلاء ، قال : وهل تعرف العرب ذلك ؟ قال : نعم . أما سمعت أمية بن أبي الصلت وهو يقول :

وكم كنا بها من فرط عام*** وهذا الدهر مقتبل حسوم

وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله : { سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوماً } قال : كانوا سبع ليال وثمانية أيام أحياء في عذاب الله من الريح ، فلما أمسوا اليوم الثامن ماتوا ، فاحتملتهم الريح ، فألقتهم في البحر ، فذلك قوله : { فهل ترى لهم من باقية } وقوله : { فأصبحوا لا ترى إلا مساكنهم } قال : وأخبرت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «عذبهم بكرة وكشف عنهم في اليوم الثاني حتى كان الليل » .

وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد وعكرمة رضي الله عنهما في قوله : { حسوماً } قال : متتابعة .

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه في قوله : { حسوماً } قال : دائمات ، وفي قوله : { كأنهم أعجاز نخل خاوية } قال : هي أصول النخل قد بقيت أصولها وذهبت أعاليها .

وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : { كأنهم أعجاز نخل } قال : أصولها وفي قوله : { خاوية } قال : خربة .