سورة   الحاقة
 
لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{سَخَّرَهَا عَلَيۡهِمۡ سَبۡعَ لَيَالٖ وَثَمَٰنِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومٗاۖ فَتَرَى ٱلۡقَوۡمَ فِيهَا صَرۡعَىٰ كَأَنَّهُمۡ أَعۡجَازُ نَخۡلٍ خَاوِيَةٖ} (7)

{ سخرها عليهم } أي أرسلها وسلطها عليهم وفيه رد على من قال إن سبب ذلك كان باتصال الكواكب فنفى هذا المذهب بقوله سخرها عليهم وبين الله تعالى أن ذلك بقضائه وقدره وبمشيئته لا باتصال الكواكب ، { سبع ليال وثمانية أيام } ذات برد ورياح شديدة . قال وهب هي الأيام التي سماها العرب العجوز لأنها أيام ذات برد ورياح شديدة . وسميت عجوزاً لأنها تأتي في عجز الشتاء وقيل لأن عجوزاً من قوم عاد دخلت سربها فاتبعتها الريح حتى قتلتها { حسوماً } أي متتابعة دائمة ليس فيها فتور ، وذلك أن الريح المهلكة تتابعت عليهم في هذه الأيام فلم يكن لها فتور ولا انقطاع حتى أهلكتهم ، وقيل حسوماً شؤماً وقيل لهذه الأيام حسوماً لأنها تحسم الخير عن أهلها والحسم القطع . والمعنى أنها حسمتهم بعذاب الاستئصال فلم تبق منهم أحداً { فترى القوم فيها } أي في تلك الليالي والأيام { صرعى } أي هلكى جمع صريع قد صرعهم الموت { كأنهم أعجاز نخل خاوية } أي ساقطة وقيل خالية الأجواف شبههم بجذوع نخل ساقطة ليس لها رؤوس .