الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{سَخَّرَهَا عَلَيۡهِمۡ سَبۡعَ لَيَالٖ وَثَمَٰنِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومٗاۖ فَتَرَى ٱلۡقَوۡمَ فِيهَا صَرۡعَىٰ كَأَنَّهُمۡ أَعۡجَازُ نَخۡلٍ خَاوِيَةٖ} (7)

الحسوم : لا يخلو من أن يكون جمع حاسم كشهود وقعود . أو مصدراً كالشكور والكفور ؛ فإن كان جمعاً فمعنى قوله : { حُسُوماً } نحسات حسمت كل خير واستأصلت كل بركة . أو متتابعة هبوب الرياح : ماخفتت ساعة حتى أتت عليهم تمثيلاً لتتابعها بتتابع فعل الحاسم في إعادة الكي على الداء ، مرة بعد أخرى حتى ينحسم .

وإن كان مصدراً : فإما أن ينتصب بفعله مضمراً ، أي : تحسم حسوماً ، بمعنى تستأصل استئصالاً . أو يكون صفة كقولك : ذات حسوم . أو يكون مفعولاً له ، أي : سخرها للاستئصال . وقال عبد العزيز ابن زرارة الكلابي :

فَفَرَّقَ بَيْنَ بَيْنِهِمُ زَمَان *** تَتَابَعَ فِيهِ أَعْوَامٌ حُسُوم

وقرأ السدى «حسوماً » ، بالفتح حالاً من الريح ، أي : سخرها عليهم مستأصلة . وقيل : هي أيام العجوز ؛ وذلك أن عجوزاً من عاد توارت في سرب ، فانتزعتها الريح في اليوم الثامن فأهلكتها . وقيل : هي أيام العجز ، وهي آخر الشتاء : وأسماؤها : الصن والصنبر ، والوبر . والآمر ، والمؤتمر ، والمعلل ، ومطفىء الجمر . وقيل : مكفيء الظعن ومعنى { سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ } سلطها عليهم كما شاء { فِيهَا } في مهابها . أو في الليالي والأيام . وقرىء : «أعجاز نخيل » .