النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{سَخَّرَهَا عَلَيۡهِمۡ سَبۡعَ لَيَالٖ وَثَمَٰنِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومٗاۖ فَتَرَى ٱلۡقَوۡمَ فِيهَا صَرۡعَىٰ كَأَنَّهُمۡ أَعۡجَازُ نَخۡلٍ خَاوِيَةٖ} (7)

{ سَخّرها عليهم سَبْعَ ليالٍ وثمانيةَ أيام حُسوماً } اختلف في أولها على ثلاثة أقاويل :

أحدها : أنّ أولها غداة يوم الأحد ، قاله السدي .

الثاني : غداة يوم الأربعاء ، قاله يحيى بن سلام .

الثالث : غداة يوم الجمعة ، قاله الربيع بن أنس .

وفي قوله { حُسُوماً } أربعة تأويلات :

أحدها : متتابعات ، قاله ابن عباس وابن مسعود ومجاهد والفراء ، ومنه قول أمية بن أبي الصلت :

وكم يحيى بها من فرط عام *** وهذا الدهر مقتبل حسوم .

الثاني : مشائيم ، قاله عكرمة والربيع .

الثالث : أنها حسمت الليالي والأيام حتى استوفتها ، لأنها بدأت طلوع الشمس من أول يوم ، وانقطعت مع غروب الشمس من آخر يوم ، قاله الضحاك .

الرابع : لأنها حسمتهم ولم تبق منهم أحداً ، قاله ابن زيد ، وفي ذلك يقول الشاعر :

ومن مؤمن قوم هود{[3063]} *** فأرسل ريحاً دَبوراً عقيماً

توالتْ عليهم فكانت حُسوماً ***

{ فترى القوم فيها صرعى كأنّهم أعجازُ نخلٍ خاويةٍ } فيه ثلاثة أوجه :

أحدها : البالية ، قاله أبو الطفيل .

الثاني : الخالية الأجواف ، قاله ابن كامل .

الثالث : ساقطة الأبدان ، خاوية الأصول ، قاله السدي .

وفي تشبيههم بالنخل الخاوية ثلاثة أوجه :

أحدها : أن أبدانهم خوت من أرواحهم مثل النخل الخاوية ، قاله يحيى بن سلام .

الثاني : أن الريح كانت تدخل في أجوافهم من الخيشوم ، وتخرج من أدبارهم ، فصاروا كالنخل الخاوية ، حكاه ابن شجرة .

الثالث : لأن الريح قطعت رؤوسهم عن أجسادهم ، فصاروا بقطعها كالنخل الخاوية .


[3063]:الوزن غير مستقيم ولعله "ومن مؤمني قوم هود دعا..."