بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{سَخَّرَهَا عَلَيۡهِمۡ سَبۡعَ لَيَالٖ وَثَمَٰنِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومٗاۖ فَتَرَى ٱلۡقَوۡمَ فِيهَا صَرۡعَىٰ كَأَنَّهُمۡ أَعۡجَازُ نَخۡلٍ خَاوِيَةٖ} (7)

{ سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ } يعني : سلطها عليهم { سَبْعَ لَيَالٍ وثمانية أَيَّامٍ حُسُوماً } يعني : دائمة متتابعة . ويقال : { عَاتِيَةٍ } يعني : شديدة { حُسُوماً } يعني : كاملة دائمة لا يفتر عنهم . وقال القتبي : { حُسُوماً } أي : متتابعة . وأصله من حسم الداء ، لأنه يكون مرة بعد مرة .

{ فَتَرَى القوم فِيهَا صرعى } يعني : في الريح ؛ ويقال : في الأيام ؛ ويقال : في القرية . { صرعى } يعني : موتى ؛ ويقال : هلكى ؛ ويقال : قلعى مطروحين . { كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ } يعني : منقلعة ساقطة . وروى شهر بن حوشب ، عن ابن عباس قال : ما أنزل الله تعالى قطرة من ماء إلا بمثقال ، ولا شعرة من الريح إلا بمكيال ، إلا يوم عاد ونوح . وأما الريح فعتت على خزائنها يوم عاد ، فلم يكن لهم عليها سبيل . وأما الماء ، طغى على خزانة يوم نوح ، فلم يكن لهم عليه سبيلاً ، كما قال الله تعالى : { إِنَّا لَمَّا طغى الماء } [ الحاقة : 11 ] الآية .