من مرقدنا : من منامنا ، أو من موتنا .
52 { قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ } .
وحين بُعث الناس من قبورهم ، تساءل الكفار ، وقالوا : يا هلاكنا من هول ما نشاهد ، من الذي أحيانا وبعثنا من قبورنا ؟ ! وهو تساؤل الإنسان عندما يشاهد هولا ، فيقول : يا ويلتي ، أي : يا هلاكي احضر فهذا أول حضورك ، وهي كلمة تقال للتعبير عن الحزن والأسى لما يراه الإنسان مثل قوله تعالى : { يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنْسَانِ خَذُولا } [ الفرقان : 28 ، 29 ] .
ونلاحظ أن الكفار كانوا ينكرون البعث والحساب والجزاء ، والقبر إما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار ، والقبر أصعب مما قبله وأخفّ مما بعده ، فإذا شاهد الكفار جهنم وأيقنوا بما فيها من عذاب ، رأوا أنّ ما كانوا فيه في القبر مثل الرقاد .
وروي عن ابن عباس : أن الله تعالى يرفع عنهم العذاب بين النفختين فيرقدون ، فإذا بعثوا بالنفخة الثانية ، وشاهدوا الأهوال قالوا ذلك : { يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا . . . }
فيقول لهم الله تعالى : { هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ } . وقيل : من جهة الملائكة .
وقال قتادة ومجاهد : من قبل المؤمنين .
وقال ابن زيد : هذا الجواب من قبل الكفار ، على أنهم أجابوا أنفسهم ، حيث تذكّروا ما سمعوه من المرسلين ، أو أجاب بعضهم بعضا : { هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ } .
أي : هذا ما وعد الرحمان عباده ، بالبعث والحشر والجزاء ، وقد صدق المرسلون في رسالاتهم التي حملوها إلينا ، مذكّرين بالبعث بعد الموت ، والجزاء العادل لكل إنسان بما عمله .
قال ابن كثير : ولا منافاة بين هذه الأقوال إذ الجمع ممكن . ا ه .
أي أن هؤلاء الكفار يسمعون الجواب من عند الله ، وتحمله الملائكة ، وينطق به المؤمنون ، ويردده الكفار أنفسهم ، بل الكون والمشهد كله ينطق بلسان الحال ولسان المقال : { هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ } .
وفي معنى الآية قوله تعالى : { وَقَالُوا يَا وَيْلَنَا هَذَا يَوْمُ الدِّينِ * هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ } [ الصافات : 20 ، 21 ] .
وقوله تعالى : { وما أمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب . . . } [ النحل : 77 ] .
قوله تعالى : { قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا } قال أبي بن كعب ، وابن عباس ، و قتادة : إنما يقولون هذا لأن الله تعالى يرفع عنهم العذاب بين النفختين ، فيرقدون فإذا بعثوا بعد النفخة الأخيرة وعاينوا القيامة دعوا بالويل . وقال أهل المعاني : إن الكفار إذا عاينوا جهنم وأنواع عذابها صار عذاب القبر في جنبها كالنوم ، فقالوا : يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا ؟ ثم قالوا : { هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون } أقروا حين لم ينفعهم الإقرار . وقيل : قالت الملائكة لهم : ( ( هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون ) ) . قال مجاهد : يقول قوله تعالى : ( ( ومن بعثنا من مرقدنا ) ) ؟قال أبي بن كعب ، وابن عباس ، وقتادة : إنما يقولون هذه ، لأن الله تعالى يرفع عنهم العذاب بين النفختين ، فيرقدون ، فإذا بعثوا بعد النفخة الأخيرة ، وعاينوا القيامة دعوا الويل ، وقال أهل المعاني : إن الكفار إذا عاينوا جهنم ، وأنواع عذابها صار عذاب القبر في جنبها كالنوم . فقالوا : { يا ويلنا من مرقدنا } ثم قالوا : ( ( هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون ) ) . أقروا حين لم ينفعهم الإقرار ، وقيل : قالت الملائكة لهم :{ هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون } قال مجاهد : يقول الكفار : من بعثنا من مرقدنا ؟ فيقول المؤمنون : { هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.