تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{ٱلَّذِينَ يَحۡمِلُونَ ٱلۡعَرۡشَ وَمَنۡ حَوۡلَهُۥ يُسَبِّحُونَ بِحَمۡدِ رَبِّهِمۡ وَيُؤۡمِنُونَ بِهِۦ وَيَسۡتَغۡفِرُونَ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْۖ رَبَّنَا وَسِعۡتَ كُلَّ شَيۡءٖ رَّحۡمَةٗ وَعِلۡمٗا فَٱغۡفِرۡ لِلَّذِينَ تَابُواْ وَٱتَّبَعُواْ سَبِيلَكَ وَقِهِمۡ عَذَابَ ٱلۡجَحِيمِ} (7)

استغفار الملائكة للمؤمنين .

{ الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويِؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم ( 7 ) ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم إنك أنت العزيز الحكيم ( 8 ) وقهم السيئات ومن تق السيئات يومئذ فقد رحمته وذلك هو الفوز العظيم ( 9 ) }

المفردات :

الذين يحملون العرش : الملائكة الكروبيون ، وحملة العرش عند بعضهم مجاز عن حفظهم وتدبيرهم له .

العشر : في اللغة بمعنى سرير الملك ، وهنا يراد به : مركز تدبير العالم .

يسبحون بحمد ربهم : يقولون : سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم .

ويؤمنون به : ويؤمنون بالله عن يقين وتصديق .

ويستغفرون : يطلبون المغفرة للمؤمنين .

وسعت كل شيء : يقولون : يا ربنا وسعت كل شيء رحمتك وعلمك .

فاغفر للذين تابوا : سامح من تاب إليك وتجاوز عن سيئاته .

التفسير :

هذه آيات تشير إلى فضل الله وعظمته وجليل نعمائه وتفضله على عباده .

7-{ الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم } .

الذين يحملون عرش الله من الملائكة ، والذين يحفّون به من الملائكة تعظيما لله ، هؤلاء يسبّحون بحمد الله ، ويذكرون آلاءه ذكرا وتسبيحا مقرونا بالحمد ، فيقولون : سبحان الله وبحمد ، سبحان الله العظيم ، ويؤمنون بوحدانية الله ، وعدم الإشراك في عبادته ، ويطلبون المغفرة للمؤمنين ، وقبول توبة التائبين ، ويقولون : يا ربنا شملت رحمتك كل شيء ، وأحاط بالجميع علمك ، فاغفر يا ربنا لمن تاب إليك ، واتبع سبيلك وهديك ، وآمن بك وبرسلك ، وسار على صراطك المستقيم ، واحفظ اللهم هؤلاء المؤمنين من عذاب النار ومن سعير الجحيم .

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{ٱلَّذِينَ يَحۡمِلُونَ ٱلۡعَرۡشَ وَمَنۡ حَوۡلَهُۥ يُسَبِّحُونَ بِحَمۡدِ رَبِّهِمۡ وَيُؤۡمِنُونَ بِهِۦ وَيَسۡتَغۡفِرُونَ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْۖ رَبَّنَا وَسِعۡتَ كُلَّ شَيۡءٖ رَّحۡمَةٗ وَعِلۡمٗا فَٱغۡفِرۡ لِلَّذِينَ تَابُواْ وَٱتَّبَعُواْ سَبِيلَكَ وَقِهِمۡ عَذَابَ ٱلۡجَحِيمِ} (7)

{ الذين يحملون العرش . . . } أي الملائكة الحاملون للعرش والحافون به{ يسبحون بحمد ربهم } أي ينزهونه تعالى عن كل مالا يليق بجلاله ، متلبسين بالثناء عليه{ ويؤمنون به } إيمانا كاملا{ ويستغفرون للذين آمنوا } مثلهم ، فهم مثابرون على ولاية المؤمنين ونصرتهم . وفي هذا تسلية للرسول صلى الله عليه وسلم وتعزيز للمؤمنين . ويقال لهؤلاء الملائكة : الكروبيون – أي الأقربون – جمع كروبي ؛ من كرب بمعنى قرب . { ربنا وسعت . . } أي يقولون في استغفارهم ذلك . { فاغفر }

بمقتضى سعة رحمتك وعلمك{ للذين تابوا } أي علمت منهم التوبة من الذنوب ، واتباع سبيل الهدى الذي دعوت إليه{ وقهم عذاب الجحيم } احفظهم منه .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{ٱلَّذِينَ يَحۡمِلُونَ ٱلۡعَرۡشَ وَمَنۡ حَوۡلَهُۥ يُسَبِّحُونَ بِحَمۡدِ رَبِّهِمۡ وَيُؤۡمِنُونَ بِهِۦ وَيَسۡتَغۡفِرُونَ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْۖ رَبَّنَا وَسِعۡتَ كُلَّ شَيۡءٖ رَّحۡمَةٗ وَعِلۡمٗا فَٱغۡفِرۡ لِلَّذِينَ تَابُواْ وَٱتَّبَعُواْ سَبِيلَكَ وَقِهِمۡ عَذَابَ ٱلۡجَحِيمِ} (7)

{ ومن حوله } عطف على الذين يحملون .

{ ويؤمنون به } إن قيل : ما فائدة قوله : { ويؤمنون به } ، ومعلوم أن حملة العرش ومن حوله يؤمنون بالله ؟ فالجواب : أن ذلك إظهار لفضيلة الإيمان وشرفه ، قال : ذلك الزمخشري ، وقال : إن فيه فائدة أخرى وهي أن معرفة حملة العرش بالله تعالى من طريق النظر والاستدلال كسائر الخلق لا بالرؤية ، وهذه نزعته إلى مذهب المعتزلة ذي استحالة رؤية الله .

{ وسعت كل شيء رحمة وعلما } أصل الكلام وسعت رحمتك وعلمك كل شيء ، فالسعة في المعنى : مسنده إلى الرحمة والعلم وإنما أسندتا إلى الله تعالى في اللفظ لقصد المبالغة في وصف الله تعالى بهما كان ذاته رحمة وعلم واسعان كل شيء .