تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{لَكُمۡ دِينُكُمۡ وَلِيَ دِينِ} (6)

المفردات :

دينكم : أي : الشرك بعبادة الأصنام .

ولي دين : دين التوحيد .

التفسير :

6- لكم دينكم ولي دين .

لكم شرككم ولي توحيدي ، ودينكم مختص بكم لا يتعداكم إلي ، فلا تظنوا أني عليه ، أو على شيء منه .

ولي دين .

ولي رسالتي ودعوتي ، وهي خاتمة الرسالات ، وخاتمة الشرائع ، اشتملت على تنزيه الله عن مشابهة الحوادث ، وعلى أنه تعالى متصف بكل كمال ، ومنزّه عن كل نقص ، وله الأسماء الحسنى ، فهو سميع قدير ، متكلم مريد ، لطيف خبير قهار ، إن الله لطيف خبير . ( لقمان : 16 ) .

قال المفسرون :

معنى الجملتين الأوليين : الاختلاف التام في المعبود ، فإله المشركين الأوثان ، وإله محمد الرحمان .

ومعنى الجملتين الأخيرتين : الاختلاف التام في العبادة ، كأنه قال : لا معبودنا واحد ، ولا عبادتنا واحدة .

والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

***

( تم بحمد الله تعالى وتوفيقه تفسير سورة الكافرون ) .

i انظر تفسير النيسابوري والبيضاوي ، وتفسير المراغي ، وتفسير الطبري 30/214 .

ii قال تعالى : { وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا ولقد علمت الجنة إنهم لمحضرون } . ( الصافات : 158 ) .

وقال سبحانه : { وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمان إناثا أشهدوا خلقهم ستكتب شهادتهم ويسألون } . ( الزخرف : 19 ) .

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{لَكُمۡ دِينُكُمۡ وَلِيَ دِينِ} (6)

{ لكم دينكم } وهو الشرك ؛ أي هو مقصور عليكم ، ومحال أن يكون لي كما تطمعون ! فلا تعلقوا أمانيكم بحصوله مني ! وهو تقرير للقرينتين الأولى والثالثة . { ولي دين } أي ديني وهو التوحيد ؛ أي هو مقصور علي ، ومحال أن يكون لكم ؛ لأن الله قد ختم على قلوبكم ، وعلم من سوء استعدادكم ، وفساد فطركم أنكم لا تؤمنون . وهو تقرير للقرينتين الثانية والرابعة . أو لكم حسابكم أو جزاؤكم على عملكم ، ولي حسابي أو جزائي على عملي . والدين : يطلق على الحساب والجزاء والآية على التفسيرين محكمة غير منسوخة . وتفسيرها بما لا تكون عليه منسوخة أولى ؛ لأن النسخ خلاف الظاهر ، ولا يصار إليه إلا عند الضرورة ، واقتضاء الدليل إياه .

والله أعلم .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{لَكُمۡ دِينُكُمۡ وَلِيَ دِينِ} (6)

والثاني على أن ذلك قد صار وصفًا لازمًا .

ولهذا ميز بين الفريقين ، وفصل بين الطائفتين ، فقال : { لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ } كما قال تعالى : { قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ } { أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ }