وقولُه تعالَى : { لَكُمْ دِينَكُمْ } تقريرٌ لقولِه تعَالَى : { لاَ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ } وقولِه تعالَى : { وَلا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ } ، كمَا أنَّ قولَه تعالَى : { وَلِيَ دِينِ } تقريرٌ لقولِه تعالَى : { وَلاَ أَنتُمْ عابدون مَا أَعْبُدُ } ، والمَعْنى أنَّ دينَكُم الذي هُوَ الإشراكُ مقصورٌ على الحصولِ لكُم ، لا يتجاوزُهُ إلى الحصولِ لِي أيضاً كما تطمعونَ فيهِ ، فلاَ تعلقُوا بهِ أمانيَّكُم الفارغةَ ، فإنَّ ذلكَ مِنَ المُحالاتِ ، وأنَّ دينيَ الذي هُوَ التوحيدُ مقصورٌ على الحصولِ لي ، لا يتجاوزُه إلى الحصولِ لكُم أيضاً ؛ لأنَّكم علقتمُوه بالمحالِ الذي هُوَ عبادتِي لآلهتِكم ، أو استلامِي إيَّاها ، ولأنَّ ما وعدتمُوه عينُ الإشراكِ . وحيثُ كانَ مَبْنى قولِهم : تعبدُ آلهتَنَا سنةً ونعبدُ إلهك سنةً على شركةِ الفريقينِ في كلتا العبادتينِ ، كان القصرُ المستفادُ من تقديمِ المسندِ قصرُ إفرادٍ حتماً ، ويجوزُ أن يكونَ هذا تقريراً لقولِه تعالَى : { وَلا أَنَا عَابِدٌ ما عَبَدتُّمْ } أيْ ولِي دِيني لا دينُكم ، كمَا هُوَ في قولِه تعَالَى : { وَلَكُم ما كَسَبْتُم } [ سوة البقرة ، الآية 134 و141 ] وقيلَ : المَعْنى إنِّي نبيٌّ مبعوثٌ إليكُم لأدعوَكُم إلى الحقِّ والنجاةِ ، فإذَا لم تقبلُوا مِنِّي ، ولَمْ تتبعونِي ، فدعونِي كَفافاً ، ولا تدعونِي إلى الشركِ ، فتأملْ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.