فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{لَكُمۡ دِينُكُمۡ وَلِيَ دِينِ} (6)

وجملة : { لَكُمْ دِينَكُمْ } مستأنفة ، لتقرير قوله : { لاَ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ } وقوله : { وَلا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ } . كما أن قوله : { وَلِيَ دِينِ } تقرير لقوله : { وَلاَ أَنتُمْ عابدون مَا أَعْبُدُ } في الموضعين : أي إن رضيتم بدينكم ، فقد رضيت بديني ، كما في قوله : { لَنَا أعمالنا وَلَكُمْ أعمالكم } [ الشورى : 15 ] والمعنى : أن دينكم الذي هو الإشراك مقصور على الحصول لكم لا يتجاوزه إلى الحصول لي ، كما تطمعون . وديني الذي هو التوحيد مقصور على الحصول لي لا يتجاوزه إلى الحصول لكم . وقيل المعنى : لكم جزاؤكم ولي جزائي ، لأن الدين الجزاء . قيل : وهذه الآية منسوخة بآية السيف . وقيل : ليست بمنسوخة ، لأنها أخبار ، والأخبار لا يدخلها النسخ . قرأ الجمهور بإسكان الياء من قوله : { ولي } وقرأ نافع ، وهشام ، وحفص ، والبزي بفتحها . وقرأ الجمهور أيضاً بحذف الياء من " ديني " وقفاً ووصلاً ، وأثبتها نصر بن عاصم ، وسلام ، ويعقوب ، وصلاً ووقفاً . قالوا : لأنها اسم ، فلا تحذف . ويجاب بأن حذفها لرعاية الفواصل سائغ ، وإن كانت اسماً .

/خ6