التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{لَكُمۡ دِينُكُمۡ وَلِيَ دِينِ} (6)

قوله تعالى : { ولا أنا عابد ما عبدتم ولا أنتم عابدون ما أعبد لكم دينكم ولي دين } .

قال ابن كثير : { ولا أنا عابد ما عبدتم ولا أنتم عابدون ما أعبد } أي : ولا أعبد عبادتكم ، أي : لا أسلكها ولا أقتدي بها ، وإنما أعبد الله على الوجه الذي يحبه ويرضاه . ولهذا قال : { ولا أنتم عابدون ما أعبد } أي : لا تقتدون بأوامر الله وشرعه في عبادته ، بل قد اخترعتم شيئا من تلقاء أنفسكم ، كما قال : { إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى } ، فتبرأ منهم في جميع ما هم فيه .

قال البخاري : يقال { لكم دينكم } الكفر { ولي دين } الإسلام . ولم يقل ديني ؛ لأن الآيات بالنّون ، فحذفت الياء كما قال { يهدين } و { يشفين } ، وقال غيره : { لا أعبد ما تعبدون } الآن ؛ ولا أجيبكم فيما بقي من عمري { ولا أنتم عابدون ما أعبد } ، وهمُ الذين قال { وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا } سورة المائدة : 46 .

[ انظر فتح الباري 8/ 733 ] .