محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{لَكُمۡ دِينُكُمۡ وَلِيَ دِينِ} (6)

وقوله تعالى :{ لكم دينكم } تقرير لقوله تعالى :{ لا أعبد ما تعبدون } ، وقوله تعالى :{ ولا أنا عابد ما عبدتم } ، كما أن قوله تعالى :{ ولي دين } تقرير لقوله تعالى :{ ولا أنتم عابدون ما أعبد } ، والمعنى أن دينكم الذي هو الإشراك مقصور على الحصول لكم لا يتجاوز إلى الحصول لي أيضا كما تطمعون فيه ، فإن ذلك من المحالات ، وأن ديني الذي هو التوحيد مقصور على الحصول لي لا يتجاوزه إلى الحصول لكم ، فلا مشاركة بينه وبين ما أنتم عليه .

تنبيه :

قال ابن كثير : استدل الإمام الشافعي وغيره بهذه الآية الكريمة { لكم دينكم ولي ديني } على أن الكفر كله ملة واحدة ، فورث اليهود من النصارى ، وبالعكس إذا كان بينهما نسب أو سبب يتوارث به ؛ لأن الأديان ما عدا الإسلام كلها كالشيء الواحد في البطلان ، وذهب أحمد بن حنبل ومن وافقه إلى عدم توريث النصارى من اليهود ، وبالعكس لحديث عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم{[7568]} : " لا يتوارث أهل ملتين شتى " .


[7568]:أخرجه الإمام أحمد في مسنده بالصفحة رقم 178 من الجزء الثاني (طبعة الحلبي) والحديث رقم 6664 (طبعة المعارف).