السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{لَكُمۡ دِينُكُمۡ وَلِيَ دِينِ} (6)

ولما أيس منهم صلى الله عليه وسلم قال : { لكم دينكم } أي : الذي أنتم عليه من الشرك { ولي دين } أي : الذي أنا عليه من التوحيد ، وهو دين الإسلام ، وفي هذا معنى التهديد كقوله تعالى : { لنا أعمالنا ولكم أعمالكم } [ القصص : 55 ] أي : إن رضيتم بدينكم فقد رضينا بديننا ، وهذا كما قال الجلال المحلي : قبل أن يؤمر بالحرب . وقيل : السورة كلها منسوخة ، وقيل : ما نسخ منها شيء ؛ لأنها خبر ، ومعنى لكم دينكم ، أي : جزاء دينكم ولي دين ، أي : جزاء ديني ، وسمي دينهم ديناً ؛ لأنهم اعتقدوه . وقيل : المعنى : لكم جزاؤكم ولي جزائي ؛ لأنّ الدين الجزاء . وحذفت ياء الإضافة من دين للتبعية وقفاً ووصلاً . قرأ نافع وهشام وحفص والبزي -بخلاف عنه- بفتح الياء ، والباقون بإسكانها .

فائدة : قال الرازي : جرت العادة بأنّ الناس يتمثلون بهذه الآية عند المتاركة ، وذلك غير جائز ؛ لأنه تعالى ما أنزل القرآن ليتمثل به ؛ بل ليتدبر فيه ، فيعمل بموجبه .

ختام السورة:

وقول البيضاوي تبعاً للزمخشريّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم :«من قرأ سورة الكافرين فكأنما قرأ ربع القرآن ، وتباعدت منه مردة الشياطين ، وبرئ من الشرك ، ويعافى من الفزع الأكبر » حديث موضوع ، إلا الجملة الأولى ، منه فرواها الترمذي .