السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{قُلۡ أَتُحَآجُّونَنَا فِي ٱللَّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمۡ وَلَنَآ أَعۡمَٰلُنَا وَلَكُمۡ أَعۡمَٰلُكُمۡ وَنَحۡنُ لَهُۥ مُخۡلِصُونَ} (139)

نزل { قل } لهم { أتحاجوننا } أي : تجادلوننا أو تخاصموننا { في الله } أي : في شأنه أن اصطفى النبيّ صلى الله عليه وسلم من العرب دونكم ويقولون : لو أنزل الله على أحد لأنزل علينا وترون أنكم أحق بالنبوّة منا { وهو ربنا وربكم } نشترك جميعاً في أننا عباده ، وهو يصيب برحمته وكرامته من يشأ من عباده هم فوضى في ذلك لا يختص به عجمي دون عربي إذا كان أهلاً للكرامة { ولنا أعمالنا } نجازي بها { ولكم أعمالكم } تجازون بها أي : كما أنّ لكم أعمالاً يعتبرها الله في إعطاء الكرامة ومنعها فنحن كذلك ، فالعمل هو أساس الأمر وبه العبرة { ونحن له مخلصون } في الدين والعمل دونكم فنحن أولى بالاصطفاء فلا تستبعدوا أن يؤهل أهل إخلاصه لكرامته بالنبوّة والهمزة للإنكار ، والجمل الثلاث أحوال ، وقرأ أبو عمرو بإدغام النون في اللام بخلاف عنه وله فيه الروم والإشمام .