{ من الذين هادوا } بيان للذين أوتوا نصيباً من الكتاب ؛ لأنهم يهود ونصارى وقوله تعالى : { والله أعلم بأعدائكم وكفى بالله ولياً وكفى بالله نصيراً } جمل توسطت بين البيان والمبين على سبيل الاعتراض أو بيان لأعدائكم وما بينهما اعتراض أو صلة لنصيراً أي : ينصركم من الذين هادوا كقوله تعالى : { ونصرناه من القوم الذين كذبوا بآياتنا } ( الأنبياء ، 77 ) .
أو خبر مبتدأ محذوف صفته { يحرّفون الكلم عن مواضعه } أي : ومن الذين هادوا قوم يحرّفون أي : يغيرون الكلم الذي أنزل في التوراة من نعت محمد صلى الله عليه وسلم عن مواضعه التي وضع عليها بإزالته عنها وإثبات غيره فيها ، وفي المائدة { من بعد مواضعه } ( المائدة ، 41 ) .
والمعنيان متقاربان ، قال ابن عباس : كانت اليهود يأتون رسول الله صلى الله عليه وسلم فيسألونه عن الأمر فيخبرهم ويرى أنهم يأخذون بقوله ، فإذا انصرفوا من عنده حرّفوا كلامه { ويقولون } للنبيّ صلى الله عليه وسلم إذا أمرهم { سمعنا } قولك { وعصينا } أمرك { واسمع غير مسمع } بمعنى الدعاء أي : لا سمعت بصمم أو بموت ، أو بمعنى اسمع منا ولا نسمع منك ، أو بمعنى اسمع غير مسمع كلاماً ترضاه { و } يقولون له : { راعنا } يريدون به النسبة إلى الرعونة وقد نهى عن خطابه صلى الله عليه وسلم بها وهي كلمة سب بلغتهم { لياً } أي : تحريفاً { بألسنتهم } أي : يحرفون ما يظهرون من الدعاء والتوقير إلى ما يضمرونه من السب والتحقير نفاقاً { وطعناً } أي : قدحاً { في الدين } أي : الإسلام { ولو أنهم قالوا سمعنا وأطعنا } بدل وعصينا { واسمع } أي : فقط { وانظرنا } أي : انظر إلينا بدل راعنا { لكان خيراً لهم } مما قالوه { وأقوم } أي : أعدل وأصوب { ولكن لعنهم الله } أي : أبعدهم عن رحمته { بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلاً } أي : إيماناً قليلاً لا يعبأ به وهو الإيمان ببعض الآيات والرسل ويجوز أن يراد بالقلة العدم أو إلا نفراً قليلاً منهم كعبد الله بن سلام وأصحابه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.