السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{فَمَن تَابَ مِنۢ بَعۡدِ ظُلۡمِهِۦ وَأَصۡلَحَ فَإِنَّ ٱللَّهَ يَتُوبُ عَلَيۡهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٌ} (39)

{ فمن تاب } أي : من السراق { من بعد ظلمه } أي : سرقته { وأصلح } أمره بالتخلص من التبعات والعزم على أن لا يعود إليها { فإنّ الله يتوب عليه } أي : يقبل توبته تفضلاً منه تعالى { إنّ الله غفور رحيم } فلا يعذبه في الآخرة ، وأمّا القطع فلا يسقط عنه بالتوبة عند الأكثرين وإذا قطع السارق يجب عليه غرم ما سرق من المال عند أكثر أهل العلم ، وقال سفيان الثوري وأصحاب الرأي : لا غرم عليه وبالاتفاق إن كان المسروق قائماً عنده يسترد وتقطع يده لأنّ القطع حق الله عز وجل والغرم حق العبد ولا يمنع أحدهما الآخر .