الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{فَمَن تَابَ مِنۢ بَعۡدِ ظُلۡمِهِۦ وَأَصۡلَحَ فَإِنَّ ٱللَّهَ يَتُوبُ عَلَيۡهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٌ} (39)

أخرج أحمد وابن جرير وابن أبي حاتم عن عبد الله بن عمر « أن امرأة سرقت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقطعت يدها اليمنى . فقالت : هل لي من توبة يا رسول الله ؟ قال : نعم ، أنت اليوم من خطيئتك كيوم ولدتك أمك ، فأنزل الله في سورة المائدة { فمن تاب من بعد ظلمه وأصلح فإن الله يتوب عليه إن الله غفور رحيم } » .

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله { فمن تاب من بعد ظلمه وأصلح فإن الله يتوب عليه } يقول : الحد كفارته .

وأخرج عبد الرزاق عن محمد بن عبد الرحمن عن ثوبان قال : أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم برجل سرق شملة ، فقال : ما أخاله سرق أو سرقت ؟ قال : نعم . قال : اذهبوا به فاقطعوا يده ثم احسموها ثم ائتوني به ، فأتوه به فقال : تبت إلى الله ؟ فقال : إني أتوب إلى الله . قال : اللهم تب عليه .

وأخرج عبد الرزاق عن ابن المنكدر أن النبي صلى الله عليه وسلم قطع رجلاً ثم أمر به فحسم وقال : تب إلى الله ، فقال أتوب إلى الله ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم " إن السارق إذا قطعت يده وقعت في النار ، فإن عاد تبعها ، وإن تاب استشلاها ، يقول : استرجعها " .