السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَٱلسَّارِقُ وَٱلسَّارِقَةُ فَٱقۡطَعُوٓاْ أَيۡدِيَهُمَا جَزَآءَۢ بِمَا كَسَبَا نَكَٰلٗا مِّنَ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٞ} (38)

وأل في قوله تعالى :

{ والسارق والسارقة } موصولة مبتدأ أي : والذي سرق والتي سرقت ولشبهه بالشرط دخلت الفاء في خبره وهو { فاقطعوا أيديهما } أي : يمين كلّ واحد منهما من الكوع كما بيّنته السنة كما بيّنت أنه لا بدّ أن يكون المسروق ربع دينار فصاعداً من حرز مثله من غير شبهة له فيه ، وأنه إذا عاد قطعت رجله اليسرى من مفصل القدم ثم اليد اليسرى ثم الرجل اليمنى ثم بعد ذلك يعزر .

ثم علّل تعالى ذلك بقوله : { جزاء بما كسبا } أي : فعلا من ذلك ثم علّل تعالى هذا الجزاء بقوله : { نكالاً } أي : عقوبة لهما { من الله } وأعاد الاسم الأعظم تعظيماً للأمر فقال : { والله عزيز } أي : غالب على أمره { حكيم } أي : بالغ الحكم والحكمة في خلقه .