النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{فَمَن تَابَ مِنۢ بَعۡدِ ظُلۡمِهِۦ وَأَصۡلَحَ فَإِنَّ ٱللَّهَ يَتُوبُ عَلَيۡهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٌ} (39)

قوله تعالى : { فَمَن تَابَ مِن بَعْدِ ظُلمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ } في التوبة ها هنا قولان :

أحدهما : أنها كالتوبة من سائر المعاصي والندم على ما مضى والعزم على ترك المعاودة .

والثاني : أنها الحد ، وهو قول مجاهد .

وقد روى عبد الله بن عمرو قال : سرقت امرأة حلياً فجاء الذين سرقتهم فقالوا : يا رسول الله سرقتنا هذه المرأة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اقْطَعُوا يَدَهَا اليُمْنَى " فقالت المرأة : هل لي من توبة ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أَنْتِ اليَوْمَ مِنْ خَطِيئَتِكِ كَيَوْمِ وَلَدَتكِ أُمُّكِ " فأنزل الله تعالى : { فَمَن تَابَ مِن بَعْدِ ظُلمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ }{[811]} .


[811]:- مسند أحمد 2/ 177.