الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{فَمَن تَابَ مِنۢ بَعۡدِ ظُلۡمِهِۦ وَأَصۡلَحَ فَإِنَّ ٱللَّهَ يَتُوبُ عَلَيۡهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٌ} (39)

قوله ( فَمَن تَابَ مِن بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ ) الآية [ 41 ] .

المعنى : فمن تاب من هؤلاء السراق( {[15975]} ) من بعد سرقته وأصلح( {[15976]} ) ، ( فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ ) أي : يرجعه إلى ما يحب( {[15977]} ) ويرضى عن ما يسخطه( {[15978]} ) ، ( إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ ( رَّحِيمٌ )( {[15979]} ) ) أي : ساتر على من تاب رحيم بعباده الراجعين إليه( {[15980]} ) .

فتوبة( {[15981]} ) الكافر عن كفره تدرأ عنه الحد ، لأن ذلك أدْعى إلى الدخول في الإسلام( {[15982]} ) .

وتوبة المسلم عن السرق( {[15983]} ) والزنى لا تدرأ عنه الحد ، لأن ذلك أعظمُ لأجره في الآخرة وأمنع بِمَن هَمَّ أن يفعل مثل ذلك ، وقال مجاهد : توبة السارق في هذا الموضع إقامة الحد عليه( {[15984]} ) .

وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم ( أمر بقطع )( {[15985]} ) امرأة سرقت حلياً فقالت المرأة : هل من توبة ؟ ، فقال لها رسول الله : أنتِ اليومَ مِن( {[15986]} ) خَطيئَتِك كيومَ ولَدَتْكِ أمّك ، فأنزل الله : ( فَمَن تَابَ مِن بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ )( {[15987]} ) الآية [ 38 ] .


[15975]:- د: السارق.
[15976]:- انظر: تفسير الطبري 10/298.
[15977]:- ب د: يجب.
[15978]:- د: يحسحطه.
[15979]:- ساقطة من ب ج د.
[15980]:- انظر: تفسير الطبري 10/300.
[15981]:- ب: بتوبة.
[15982]:- انظر: أحكام ابن العربي 614.
[15983]:- ج د: السرقة.
[15984]:- انظر: تفسير الطبري 10/299.
[15985]:- ج: لم يقطع.
[15986]:- د: ومن.
[15987]:- انظر: تفسير الطبري 10/299.