قوله تعالى : { فمن تاب من بعد ظلمه } يعني من بعد ما ظلم نفسه بالسرقة { وأصلح } يعني وأصلح العمل في المستقبل { فإن الله يتوب عليه } يعني فإن الله يغفر له ويتجاوز عنه { إن الله غفور } يعني لمن تاب { رحيم } به .
وهذه التوبة مقبولة فيما بينه وبين الله . فأما القطع ، فلا يسقط عنه بالتوبة عند أكثر العلماء لأن الحد جزاء عن الجناية . ولا بد من التوبة بعد القطع وتوبته الندم على ما مضى والعزم على تركه في المستقبل . عن أبي أمية المخزومي " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بلصٍّ قد اعترف اعترافاً ولم يوجد معه متاع فقال له رسول الله : صلى الله عليه وسلم ما أخالك سرقت فقال : بلى فأعاد عليه مرتين أو ثلاثاً كل ذلك يعترف فأمر به فقطع . ثم جيء به فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : استغفر الله وتب إليه . فقال رجل : أستغفر الله وأتوب إليه فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " اللهم تب عليه " أخرجه أبو داود والنسائي بمعناه وإذا قطع السارق يجب عليه غرم ما سرق من المال عند أكثر أهل العلم . وقال الثوري وأصحاب الرأي : لا غرم عليه فلو كان المسروق باقياً عنده يجب عليه أن يرده إلى صاحبه وتقطع يده لأن القطع حق الله والغرم حق الآدمي فلا يمتنع أحدهما بالآخر والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.