{ قل } يا محمد لهؤلاء المشركين الذين دعوك إلى دين آبائهم { أندعو } أي : نعبد { من دون الله } أي : غيره { ما لا ينفعنا } أي : بعبادته { ولا يضرّنا } أي : بتركها وهم الأصنام { ونردّ على أعقابنا } أي : نرجع إلى الشرك { بعد إذ هدانا الله } تعالى إلى التوحيد ودين الإسلام { كالذي استهوته } أي : أضلته { الشياطين في الأرض } حالة كونه { حيران } تائهاً ضالاً لا يهتدي لوجه ولا يدري كيف يسلك . وقرأ حمزة بعد الواو في استهوته بألف ممالة على التذكير ، والباقون بالتاء على التأنيث ، ورقق ورش راء ( حيران ) بخلاف عنه { له } أي : المستهوي { أصحاب } أي : رفقة { يدعونه إلى الهدى } أي : إلى الطريق المستقيم وسماه هدى : تسمية للمفعول بالمصدر يقولون له : { ائتنا } فلا يجيبهم فيهلك والاستفهام للإنكار وجملة التشبيه للحال من ضمير نردّ وهذا مثل ضربه الله تعالى لمن يدعو إلى عبادة الأصنام التي لا تضر ولا تنفع ومن يدعو إلى عبادة الله عز وجل الذي يضر وينفع يقول : مثلهما كمثل رجل في رفقته ضل به الغيلان والشياطين عن الطريق المستقيم فجعل أصحابه من أهل رفقته يدعونه إليهم يقولون هلم إلى الطريق المستقيم وجعل الغيلان يدعونه إليهم فبقي حيران لا يدري أين يذهب فإن أجاب الغيلان ضل وهلك وإن أجاب أصحابه اهتدى وسلم { قل } لهم { إنّ هدى الله } الذي هو الإسلام { هو الهدى } وحده وما عداه ضلال { وأمرنا لنسلم لرب العالمين } أي : بأن نخلص العبادة له لأنه المستحق العبادة لا غيره .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.