الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{قُلۡ أَنَدۡعُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا يَنفَعُنَا وَلَا يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَىٰٓ أَعۡقَابِنَا بَعۡدَ إِذۡ هَدَىٰنَا ٱللَّهُ كَٱلَّذِي ٱسۡتَهۡوَتۡهُ ٱلشَّيَٰطِينُ فِي ٱلۡأَرۡضِ حَيۡرَانَ لَهُۥٓ أَصۡحَٰبٞ يَدۡعُونَهُۥٓ إِلَى ٱلۡهُدَى ٱئۡتِنَاۗ قُلۡ إِنَّ هُدَى ٱللَّهِ هُوَ ٱلۡهُدَىٰۖ وَأُمِرۡنَا لِنُسۡلِمَ لِرَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (71)

قُلْ أَنَدْعُواْ مِن دُونِ اللَّهِ } نزلت في عبد الرحمن بن أبي بكر حين دعا أباه إلى الكفر فأنزل اللّه تعالى قل أندعوا من دون اللّه { مَا لاَ يَنفَعُنَا } إن عبدناه { وَلاَ يَضُرُّنَا } إن تركناه { وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا } إلى الشرك { بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ } .

وتقول العرب لكل راجع خائب لم يظفر بحاجته : ردّ على عقبيه ونكص على عقبيه فيكون مثله { كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ } أي أضلته .

وقال ابن عباس ( رضي الله عنه ) : كالذي استغوته الغيلان في المهامة وأضلوه وهو حائر بائر { فِي الأَرْضِ حَيْرَانَ } وحيران نصب على الحال .

وقرأ الأعمش ، وحمزة : كالذي إستهوا به ، بالباء . وقرأ طلحة : إستهواه بالألف .

وقرأ الحسن : إستهوته الشياطون وفي مصحف عبد اللّه وأُبي إستهواه الشيطان على الواحد .

{ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا } يعني أتوا به ، وقيل : أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم { قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ } أي لأن نسلم { لِرَبِّ الْعَالَمِينَ *