إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيۡكُمُ ٱلۡمَيۡتَةَ وَٱلدَّمَ وَلَحۡمَ ٱلۡخِنزِيرِ وَمَآ أُهِلَّ لِغَيۡرِ ٱللَّهِ بِهِۦۖ فَمَنِ ٱضۡطُرَّ غَيۡرَ بَاغٖ وَلَا عَادٖ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ} (115)

{ إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الميتة والدم وَلَحْمَ الخنزير وَمَآ أُهِلَّ لِغَيْرِ الله بِهِ } ، تعليلٌ لحِلّ ما أمرهم بأكله مما رزقهم ، أي : إنما حرم هذه الأشياءَ دون ما تزعُمون حرمتَه من البحائر والسوائبِ ونحوِها . { فَمَنِ اضطر } بما اعتراه من الضرورة ، فتناول شيئاً من ذلك ، { غَيْرَ بَاغٍ } ، أي : على مضطر آخرَ ، { وَلاَ عَادٍ } ، أي : متجاوزٍ قدرَ الضرورة . { فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } ، أي : لا يؤاخذه بذلك ، فأُقيم سببُه مُقامه ، وفي التعرض لوصف الربوبية إيماءٌ إلى علة الحكمِ ، وفي الإضافة إلى ضميره عليه السلام إظهارٌ لكمال اللطفِ به عليه السلام ، وتصديرُ الجملة بإنما لحصر المحرماتِ في الأجناس الأربعة إلا ما ضُمّ إليه كالسّباع والحمُر الأهلية ،