{ وَيَجْعَلُونَ } ، لعله عطف على ما سبق ، بحسب المعنى ، تعداداً لجناياتهم ، أي : يفعلون ما يفعلون من الجُؤار إلى الله تعالى عند مِساس الضرر ، ومن الإشراك به عند كشفِه ، ويجعلون { لِمَا لاَ يَعْلَمُونَ } ، أي : لما لا يعلمون حقيقتَه وقدرَه ، الخسيسَ من الجمادات التي يتخذونها شركاء لله سبحانه ، جهالةً وسَفاهةً ، ويزعُمون أنها تنفعهم وتشفعَ لهم ، على أن " ما " موصولةٌ ، والعائدُ إليها محذوف ، أو لما لا علم له أصلاً ، وليس من شأنه ذلك ، ف " ما " موصولةٌ أيضاً ، والعائدُ إليها " ما " في الفعل من الضمير المستكنْ ، وصيغةُ جمعِ العقلاءِ ، لكون ( ما ) عبارةً عن آلهتهم ، التي وصفوها بصفات العقلاءِ ، أو مصدريةٌ ، واللامُ للتعليل ؛ أي : لعدم علمِهم ، والمجعولُ له محذوفٌ ؛ للعلم بمكانه . { نَصِيبًا مّمّا رزقناهم } ، من الزرع والأنعام وغيرِهما ، تقرباً إليها . { تالله لَتُسْأَلُنَّ } ، سؤالَ توبيخٍ وتقريع . { عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ } ، في الدنيا بآلهة حقيقةٍ بأن يُتقرَّب إليها ، وفي تصدير الجملةِ بالقسم ، وصرفِ الكلامِ من الغَيبة إلى الخطاب المنبئ عن كمال الغضبِ من شدة الوعيد ، ما لا يخفى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.