{ وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ } ، أي : يُثْبتون له سبحانه ، وينسُبون إليه في زعمهم ، { مَا يَكْرَهُونَ } ، لأنفسهم مما ذكر ، وهو تكريرٌ لما سبق ، تثنيةً للتقريع ، وتوطئةً لقوله تعالى : { وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الكذب } ، أي : يجعلون له تعالى ما يجعلون ، ومع ذلك تصف ألسنتهم الكذب ، وهو { أَنَّ لَهُمُ الحسنى } ، العاقبةَ الحسنى عند الله تعالى ، كقوله : { وَلَئِن رُّجّعْتُ إلى رَبّي إِنَّ لي عِندَهُ للحسنى } . وقرئ { الكُذُبُ } ، وهو : جمع الكَذوب ، على أنه صفةُ الألسنة . { لاَ جَرَمَ } ، رد لكلامهم ذلك ، وإثباتٌ لنقيضه ، أي : حقاً ، { أَنَّ لَهُمْ } ، مكان ما أمّلوا من الحسنى ، { النار } ، التي ليس وراءَ عذابها عذابٌ ، وهي عَلَمٌ في السُّوآى ، { وَأَنَّهُمْ مُّفْرَطُونَ } ، أي : مقدَّمون إليها ، من أفرطتُه ، أي : قدّمتُه في طلب الماء ، وقيل : مَنْسيّون ، من أفرطتُ فلاناً خلفي ، إذا خلّفتُه ونسِيتُه ، وقرئ بالتشديد وفتح الراء ، من فرَّطتُه في طلب الماء ، وبكسر الراء المشددة ، من التفريط في الطاعات ، وبكسر المخففة من الإفراط في المعاصي ، فلا يكونانِ حينئذ من أحوالهم الأخروية ، كما عطف عليه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.