{ وَقُل رَّبّ أدخلني } أي القبرَ { مُدْخَلَ صِدْقٍ } أي إدخالاً مرضياً { وأخرجني } أي منه عند البعثِ { مُخْرَجَ صِدْقٍ } أي إخراجاً مَرْضياً مَلْقيًّا بالكرامة ، فهو تلقينٌ للدعاء بما وعده من البعث المقرونِ بالإقامة المعهودةِ التي لا كرامةَ فوقها ، وقيل : المرادُ إدخالُ المدينةِ والإخراجُ من مكةَ ، وتغييرُ ترتيبِ الوجودِ لكون الإدخالِ هو المقصدُ ، وقيل : إدخالُه عليه السلام مكةَ ظاهراً عليها وإخراجُه منها آمناً من المشركين ، وقيل : إدخالُه الغارَ وإخراجُه منه سالماً ، وقيل : إدخالُه فيما حمله من أعباء الرسالةِ وإخراجُه منه مؤدياً حقَّه ، وقيل : إدخالُه في كل ما يلابسه من مكان أو أمرٍ وإخراجُه منه ، وقرئ مَدخل ومَخرج بالفتح على معنى أدخلني فأدخُلَ دخولاً وأخرجني فأخرُجَ خروجاً كقوله : [ الطويل ]
وعضةُ دهرٍ يا ابنَ مروانَ لم تدَع *** من المال إلا مُسحَتٌ أو مجلِّفُ{[508]}
أي لم تدَع فلم يبْقَ { واجعل لي مِن لَّدُنْكَ سلطانا نَّصِيرًا } حجةً تنصُرني على من يخالفني أو مُلكاً وعزاً ناصراً للإسلام مظهِراً له على الكفر ، فأجيبت دعوتُه عليه السلام بقوله عز وعلا : { والله يَعْصِمُكَ مِنَ الناس } { أَلاَ إِنَّ حِزْبَ الله هُمُ المفلحون } { لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدين كُلّهِ } { لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ في الأرض } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.