إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَلَنَبۡلُوَنَّكُم بِشَيۡءٖ مِّنَ ٱلۡخَوۡفِ وَٱلۡجُوعِ وَنَقۡصٖ مِّنَ ٱلۡأَمۡوَٰلِ وَٱلۡأَنفُسِ وَٱلثَّمَرَٰتِۗ وَبَشِّرِ ٱلصَّـٰبِرِينَ} (155)

{ وَلَنَبْلُوَنَّكُم } لنُصيبنَّكم إصابةَ من يختبرُ أحوالَكم أتصبرون على البلاء وتستسلمون للقضاء { بِشَيْء منَ الخوف والجوع } أي بقليلٍ من ذلك فإن ما وقاهم عنه أكثرُ بالنسبة إلى ما أصابهم بألف مرة وكذا ما يصيبُ به معانديهم ، وإنما أَخبرَ به قبل الوقوعِ ليُوطِّنوا عليه نفوسَهم ويزدادَ يقينُهم عند مشاهدتهم له حسبما أَخبرَ به وليعلموا أنه شيءٌ يسير له عاقبةٌ حميدة { وَنَقْصٍ منَ الأموال والأنفس والثمرات } عطفٌ على شيءٍ وقيل : على الخوف ، وعن الشافعيِّ رحمه الله : الخوفُ خوفُ الله والجوعُ صومُ رمضانَ ، ونقصٌ من الأموال الزكاةُ والصدقاتُ ومن الأنفس الأمراضُ ومن الثمرات موتُ الأولاد . وعن النبي صلى الله عليه وسلم : « إذا مات ولدُ العبد قال الله تعالى للملائكة : أقبضتم روحَ عبدي ؟ فيقولون : نعم فيقول عز وجل : أقبضتم ثمرةَ قلبِه ؟ فيقولون : نعم فيقول الله تعالى : ماذا قال عبدي ؟ فيقولون : حمِدَك واسترجَع فيقول الله عز وعلا : ابنُوا لعبدي بيتاً في الجنة وسمُّوه بيتَ الحمد » .