إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ وَٱرۡكَعُواْ مَعَ ٱلرَّـٰكِعِينَ} (43)

{ وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة } أي صلاةَ المسلمين وزكاتَهم فإن غيرَهما بمعزلٍ من كونه صلاةً وزكاةً ، أمرهم الله تعالى بفروعِ الإسلام بعد الأمرِ بأصوله { واركعوا مَعَ الراكعين } أي في جماعتهم فإن صلاةَ الجماعةِ تفضُل صلاة الفذِ{[56]} بسبعٍ وعشرين درجة ، لما فيها من تظاهُر النفوسِ في المناجاة ، وعُبِّر عن الصلاة بالركوع احترازاً عن صلاة اليهود وقيل : الركوعُ والخضوعُ والانقيادُ لما يُلزِمُهم الشارعُ . قال الأضبطُ بنُ قُريع السعدي :

لا تحقِرَنّ الضعيفَ عَلَّك أن *** تركَعَ يوماً والدهرُ قد رَفَعَهْ{[57]}


[56]:الفذ: هنا بمعنى الفرد والواحد، وتمر فذ: متفرق لا يلزق بعضه ببعض وقد فذ الرجل عن أصحابه إذا شذ عنهم وبقي فردا والفذ أيضا من قداح الميسر قال اللحياني: وفيه فرض واحد وله غنم نصيب واحد إن فاز عليه غرم نصيب واحد إن خاب وسهام الميسر عشرة أولها الفذ وثانيها التوأم ثم الرقيب ثم الحلس ثم النافس ثم المسبل ثم المعلى وثلاثة لا أنصباء لها وهي السفيح والمنيح والوغد.
[57]:ورد في المعجم بلفظ "ولا تهين" بدل "ولا تحقرن" وهو للأضبط في الأغاني 18/68 وبلا نسبة في الإنصاف 1/221 ولسان العرب 6/184 (قنس) 8/133 (ركع) 13/438 (هون).