محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ وَٱرۡكَعُواْ مَعَ ٱلرَّـٰكِعِينَ} (43)

وقوله : { وأقيموا الصلاة } الآية ، أمر بلزوم الشرائع عليهم بعد الإيمان . وذلك إقامة الصلاة بأدائها بفروضها ، والمحافظة عليها . وإعطاء الصدقة المفروضة ، والركوع لله ، أي الخضوع لأوامره بإطاعتها .

قال ابن جرير : هذا أمر من الله ، جل ثناؤه ، لمن ذكر من أحبار بني إسرائيل ومنافقيها بالإنابة والتوبة إليه ، وبإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والدخول مع المسلمين في الإسلام والخضوع له بالطاعة . ونهي منه لهم عن كتمان ما قد علموه من نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ، بعد تظاهر حججه عليهم ، وبعد الإعذار لهم والإنذار . وبعد تذكيره نعمه إليهم وإلى أسلافهم تعطفا منه بذلك عليهم ، وإبلاغا إليهم في المقدرة اه .

وقد قيل في قوله : { واركعوا مع الراكعين } حث على إقامة الصلاة في الجماعة لما فيها من تظاهر النفوس في المناجاة .