قوله تعالى : { وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ } .
أما الصلاة : فقد مضى الكلام فيها{[101]} .
وأما الزكاة : ففي تسمية صدقة الأموال بها ، قولان :
أحدهما : أنه من تثمير المال وزيادته ، ومنه قولهم : زَكا الزرع ، إذا زاد ، ويقال : زكا الفرد إذا صار زوجاً بزيادة الزائد عليه حتى صار شفعاً كما قال الشاعِرُ :
كَانُوا خَساً أَوْ زَكاً مِنْ دُونِ أَرْبَعَةٍ *** لَمْ يُخْلَقُوا وَجُدُودُ النَّاسِ تَعْتَلِج{[102]}
فخساً : الوِتر ، وزكاً : الشفع ، وقال الراجز :
فَلاَ خَساً عَدِيدُهُ وَلاَ زَكاً *** كَمَا شِرَارُ الْبَقْلِ أَطْرَافُ السَّفَا
السَّفَا : شوك البهمي ، والبهمي : الشوك الممدود مثل السبلى{[103]} .
والقول الثاني : أنَّها مأخوذة من التطهير ، ومنه قوله تعالى :
{ أَقَتَلْتَ نَفَساً زَاكِيَةً }{[104]} أي طاهرة من الذنوب .
أحدهما : أنه تطهير المال حتى صار بأداء الحقِّ منه حلالاً ولولاه لخَبُثَ .
الثاني{[105]} : تطهير نفس المزكي ، فكأن المزكي طهَّر نفسه من الشُحِّ والبخل .
قوله تعالى : { وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ } فيه قولان{[106]} :
أحدهما : أنه أراد جملة الصلاة ، فعبر عنها بالركوع ، كما يقول الإنسان : فَرَعْتُ من ركوعي ، أي من صلاتي .
والثاني : أنه أراد الركوع الذي في الصلاة ، لأنه لم يكن في صلاة أهل الكتاب ركوعٌ ، فأَمَرَهُم بما لا يفعلونه في صلاتهم .
أحدهما : أنه مأخوذ من التطامن والانحناء ، وهو قول الخليل ، وابن زيدٍ ، قال لبيد بنُ ربيعة :
أخبّر أخبار القرون التي مضت *** أدِبُّ كَأَنِّي كُلَّمَا قُمْتُ رَاكِعُ
والثاني : أنه مأخوذ من المذلَّة والخضوع ، وهو قول الأصمعي والمفضل ، قال الأضبطُ بنُ قريع السَّعْدِيُّ :
لاَ تُذِلَّ الضَّعِيفَ عَلَّكَ أَنْ تَرْ *** كَعَ يَوْماً وَالدَّهْرُ قَدْ رَفَعَهْ
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.